فجّرت الاحتجاجات النادرة التي شهدتها مناطق في غزة ضد حركة “حماس” تساؤلات عدّة بشأن دلالاتها وتبعاتها على مستوى الحركة والقطاع والتفاعلات السياسية الفلسطينية الداخلية، كما ألقت بظلالها على أجواء المواجهة مع إسرائيل، خاصة بعد دعوة عائلات وعشائر المحافظات الجنوبية بقطاع غزة لمظاهرة الجمعة للمطالبة بوقف الحرب.
وتصاعدت الاحتجاجات في شمال القطاع، في حي الشجاعية؛ إذ تخللها إشعال إطارات مطاطية، وظهرت مسيرات جديدة في بيت لاهيا. وكانت شعلة الاحتجاجات قد انطلقت من بيت لاهيا، الثلاثاء، للمطالبة بوقف الحرب، بمشاركة كبيرة من سكان البلدة التي طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاءها بعد إطلاق صواريخ منها.
والتزمت “حماس” الصمت الرسمي إزاء المظاهرات، لكنها وزعت بياناً باسم “فصائل العمل الوطني والإسلامي” عدّ “التحركات الشعبية جزءاً من معركة الصمود”. إلا أن البيان خاطب الفلسطينيين بالقطاع بالقول: “إننا ندعوكم إلى اليقظة والحذر والانتباه من كل محاولة لحرف مسار حراككم الجماهيري الغاضب، واستغلال معاناتكم ووجعكم لتهديد التماسك الوطني”.
